لقد دأب بعض الناقمين على القيادة الذين يحبون ان يطلق عليهم معارضة دعوة الرئيس ابراهيم غالي , إلى الاستفادة من دروس الآخرين.. دون أن تسأل هذه الفئة نفسها أولا هل هي استفادت مما يجري، أم أنها غير معنية بالاستفادة من الدروس، أوهي فوق التعلم أو الاتعاظ على الأصح… ذلك أن هؤلاء يستغلون ابسط الاشياء ,وتحاول ان تجعل منها قضايا اكبر من الاحتلال نفسه وتدفع الى صناعة الفوضى بيننا «من حيث لا تدري أن السم في الدسم»، ولا تدرك ان ذلك ماهو الا مزيد من سكب الدماء والدموع والتشتت ؟و لايعتمدون في خطابهم الا الشتائم والسباب و الولوغ في الأعراض الذي بات شغلهم الشاغل، للأسف لم ننجز لهذا الشعب العظيم ، ولم نلقن سوى منظومة أخلاقية وسخة قائمة على العيب والذم والنميمة.
وأخشى أن ذوي النوايا الحسنة اتخذوا شماعة الفساد والاصلاح كمبرر لكل شيء دون أن يشعروا بذلك تحت وطأة عامل نفسي أخل بتفكيرهم، وجعلهم لا يدركون خلفية ما يحدث و لا يميزون بين الصواب و الخطأ.. بين جلب المنافع و درء المفاسد.
مجاميع من كبار المنحرفين الخونة أهلكت الحرث والنسل، لم يجرؤ أي منهم على مواجهته مع الذات , ويقرون بما يقومون به من ممارسات وصلت الى الإفلاس الأخلاقي وتدمير لعقول الشباب الصحراوي ,و إذا بهم اليوم يخرجون في الناس خطباء ومصلحين ومناضلين . ولا تزال رائحة فسادهم تزكم الأنوف.
إنها مهزلة أن يجتمع شتات المفسدين، ممن المهربين والمفلسين سياسيا ،و ليتحولوا إلى دعاة للإصلاح و رهبان للتغيير..!
وإنها لمهزلة أمر أن يحاول البعض إقناعنا بتغيير التغيير الذي أنضجه الشعب الصحراوي برحمته وتسامحه بحمايته لمؤسساته و ,فإذا بهم يرفضون خيار الشعب، ويجترون منظومة الخطاب الخشبي عن النضال والتقويم والتصحيح ..!!
إن الزبد الذي يراكمه أكابر هؤلاء يذهب كل يوم جفاء، والذي يدعو للشفقة أن هؤلاء خرجوا بمسارهم عن كل المبررات المعقولة.
فلا هم دعوا إلى الاحتكام إلى لغة العقل والحس الوطني ، ولا هم اقتنعوا بأنهم خسروا لعبة الركوب على الوقائع والاحداث بمخيمات العزة والكرامة ، ولا هم يبنون اتهاماتهم على وقائع وأدلة، وإنما استعذبوا جناياتهم اللفظية، وراحوا يتمرغون في وحل المزايدة الهابطة.
ماذا ننتظر من كان مسيرا منهم وتقلد منصب وزير ووالي وسفير سابق ولم يورثوا هذا الشعب سوى جثة وطن.؟
ماذا ننتظر من أيادي الفوضى والفساد، وألسنة الفحش والبذاءة؟
ماذا ننتظر من قامات شبحية حربائية تتلون بلون مصالحها الضيقة، و تعزف في مزامير الفتنة والشقاق؟
واهم من يتصور للحظة أن بمقدور هؤلاء إقناع الشعب بغير اختياره، أو بغير مصالحه. هذا الشعب المحب للوئام والسلام والاستقرار والأمن والطمأنينة والسكينة والألفة والمحبة، يجد نفسه اليوم في مواجهة مشعلي الفتنة، الذين سخروا ظهورهم مراكب للبسوس، و أفرشوا ضمائرهم أسِرّة للشر، ولكن ككل مرة يقول الشعب االصحراوي كلمته مرة في كل واقعة او استحقاق وبعد ان حضرت الحكمة في ملف الخليل احمد , الذي خرج فيه مخترقو الصفوف البسطاء مهزمون ليعودوا لرص صفوف الفتنة. تلك شنشنة نعرفها فيهم.. هي طبعهم، والطبع أغلب.
انكم يا زعماء الخيانة ، اخترتم الطريق الخطأ، فبادروا إلى تلافي المزيد من السقوط في الهاوية، وعودوا إلى جادة الصواب، فلا مساومة ولا تنازل على الوطن .
آن لكم أن تنتهوا من ألاعيب التشويش العبثية وعنتريات الإفلاس السياسي، فلن تتمكنوا من الإقلاع بريش الزور والبهتان.
إنكم في واد، وتنفخون في رماد، ولن تربحوا من «لعبة إتقان الفوضى».. فالحكم لا يكون إلا بالسلمية أو القوة، أما الأخيرة فلها رجالها وفرسانها، وأنتم المقعدون سياسيا ومعنويا، وأما الأولى فالشعب رد عليكم ببلاغة لا يجيدها الا صموده وفكره الوطني الواسع الذي لن يجعله ينخرط في شيئ يضعف وحدته .
آن لكم أن تعرفوا أن الببغاء لا تقود جوقة الإبداع، وتدركوا أنه لا توجد في التاريخ مناضلون ببغاوات، ولا حالة واحدة أوقفت فيها قوى الخيانة والعمالة قوافل البناء.
آن لكم أن تنزلوا مرة واحدة من مصاعد الشيطان، وتتقوا الله في بلدكم وشعبكم، و إلا فلتشفقوا على أنفسكم، فالسقوف التي تتبع الريح لا تبقى في الأعلى، وإنما تهوي فاقدة القيمة.