للاسف لازال الصحراويين يتعاملون مع وسائط التواصل الاجتماعي بنوع من السطحية التي تصل الى درجة الغباء , الشيء الذي يساهم في تسهيل تمرير العدو لكل مخططاته وبادوات صحراوية منقسمة بين الذي يعلم وينفذ ,و ذاك الذي لا يعلم ويسوق دون ادنى تردد , ولعل الفيديو الذي تم ترويجه هذه الايام عبر هذه الوسائط «بثغرة الكركرات» بسيناريو مخابراتي محبوك يشخص فيه ثلاثة قد يكون من ضمنهم صحراويان وشخص موريتاني ,و اخر يقوم بالتصوير وهو حسب لكنته مستوطن مغربي .
ياتي هذا بعد الاحتجاجات على الممارسات العنصرية التي تقوم بها مؤسسات الاحتلال الجمركية والامنية «بثغرة الكركرات «ضد الصحراويين ,والتي كان اخرها وفاة المرحوم «محمد سالم لمغيمض» بعد ان اضرم النار في نفسه ,نتيجة المعاملة السيئة التي تعرض لها من طرف احد المسؤولين المغاربة , وما تشكله الاحتجاجات المتكررة التي يقوم بها الصحراويين بين الفينة والاخرى وهو ما يثير حتق وغضب المغاربة الذين يريدون ان يبقى العمل بالثغرة وان يتم استغلالها واستزاف خيرات الشعب الصحراوي بصمت , كما ان التقارب الموريتاني الصحراوي اصاب المغاربة في مقتل ,وكان من تجلياته المواقف التي ابانت عنها الدولة الموريتانية وتعايش الشعبين وتمتين العلاقات بينهما , والغاية من اهانة الموريتاني في هذا الفيديو المخدوم ,هي تأجيج مشاعر الموريتانيين بهدف الوقيعة بينهم وبين الصحراويين , اضافة كذلك الى لفت انتباه الامم المتحدة بوجود عناصر منحرفة بالمنطقة العازلة تابعة للبوليساريو او مدفوعة ,كي تتحرك الامم المتحدة وتعمل على حماية الالاف الشاحانات المغربية والهدف كذلك عدم وصول قوات البوليساريو لمياه الاطلسي ووضع كماشة على قواتها .
الثوب الصحراوي وقناع التفتيش لماذا لم يستهدف مغاربة الذين يهربون الالاف الاطنان من المخدرات من «ثغرة الكركرات « ؟ ان ما يقوم به هؤلاء وغيرهم به يصب في مصلحة الأهداف العامة للاحتلال المغربي , وإن أي تعرض لهم سيخرجهم من مهمتهم , وبالتالي سيتوقفون عن إفسادهم؛ ولذلك فتركهم يهدومون دون تدخل أفضل بكثير من ايقافهم واحالتهم للسجون المغربية .
إن هذه الفئة بعملها غير المنطلق من منطلقات وطنية , وغير المحتكم لضوابط صحيحة, والمقلد للسيء من السلوكات المغربية اللا اخلاقية , تعتبر مِعْوَلَ هدم فكري واجتماعي وسياسي توجب التصدي له قبل فوات الاوان .
واخيرا ندعوا الصحراويين ان يترفعوا عن التغريدات وترويج فيديوهات سطحية لاتخدم قضيتنا و يجب ان نقف في وجه اية اساءة العلاقات الصحراوية الموريتانية مهما كان مصدرها , لانها تاريخ وجغرافيا راسخة كرؤوس » كلابة اخشاش » و شموخ «لجواد «ولن تُدلَّس سواء بمقصد أو بغيره! فالشمس لا تُحجب بغربال.. إن الاستياء لما حدث أمر طبيعي ومنطقي ومشروع، لكن بترفع وثقة وثبات كما هي العلاقات بين الشعبين الشقيقين دائمًا.
“العلاقة بين الكبار أكبر من أن يعبث بها أطفال السياسة، و لا عزاء للمتصيدين في الماء العكر”.