مبادرة الاصلاح و التغيير .
كل هذا الكلام الجميل، المنمق والرنان يفقد بريقه ويغدو جيفة تتحلق حولها الغربان لما يقترن بكلام كهذا:
«انا اريد تغيير القيادة الفاسدة .»
هذا الانشاء من آخر ما تفتّقت عنه القريحة المريضة لبعض دعاة التغيير . قد يلومني البعض على قولي هذا. ولكن مهلا من فضلكم. منذ ما يقارب السنة ، اعلن عما اطلق عليه المبادرة ,وحاول هؤلاء استمالة بعض المناضلين الذين لا يمكننا التشكيك في اخلاصهم للقضية الوطنية وقادهم الحماس والاندفاع وراهنو على حالة الاحباط الذي مس بعض الشباب دون قراءة موضوغية لما تمليه المرحلة من استجماع للقوة ووحدة الصف الوطني, كما ان منهم وراء المبادرة لا يمكن لانسان عاقل ان يغفل مساهمتهم خلال مرحلة تقلدهم المسؤولية في الواقع الذي يتحدث روادة الميادرة عن رغبتهم في معالجته ,هل امتلك هؤلاء الجراة وصرحو بممتلكاتهم التي يعرفها القاسي والداني بنواذيبو الموريتانية وبتندوف ؟ هل امتلكوا الشجاعة الادبية وطلبوا من الشعب الصحراوي الاعتذار لكل ما اقترفوه من اخطاء في تلك الفترة او صمتو عنها ؟ ومن هنا تتضح ان هذه الصحوة ليست الا تصفية حسابات باسم التغيير والاصلاح .
سهل جدا أن نتكلم عن المبادىء، صعب جدا أن نطبقها في حياتنا. فما بالك لو كانت المبادىء مجرد شعارات جوفاء يجعلونها مطية لما هو أدهى وأمر؟ أليست الغاية لديهم تبرر الوسيلة؟ هي إذن أسئلة من وحي هذا الزمن العفن. أسئلة لا يجدون الشجاعة للإجابة عليها. فكيف لقاض أن يُحاكم نفسه؟ وكيف «لمناضل من أجل التغيير والاصلاح ان ينفرد بالقرار ويصر على القيادة في اتجاه اخر ؟ وما انسحاب العديد من المناضلين من اللجنة التحضيرية لدليل ان دعاة التغيير هم في حاجة لمن يساعدهم الى ذلك .
ولكن دعونا من هذا وذاك. فلا ريب سيقولون محاكم تفتيش وتنقيب في الضمائر وتحقيق حول العمالة والخيانة. دعونا نفترض جدلا -كالعادة- أن هؤلاء صادقون في قولهم، مخلصون في عزمهم ونبلاء في مقصدهم. دعونا كما تعودنا أن نكون، نحسن الظن ونبحث في الأمر قبل أن نحكم عليه. دعونا نسائل هذا «التغيير والاصلاح » اللذان يريدون استيرادهما لنا , الا يرون ان الشعب الصحراوي لم يعد يقبل فكرة خلق اي اطار من خارج هياكل الجبهة , الم يستوعب هؤلاء الدرس من زيارة ولاد موسى لمخيمات العزة والكرامة , والرهان على الجانب القبلي عله يساهم في اتساع دائرة المتعاطفين معها , وكان الاستقبال هو اخر مسمار في نعش «المبادرة » واظهرت انها فكرة متسرعة لانها لم تجد حاضنة على مستوى المخيمات ولا في المناطق المحتلة وكذا الجالية الصحراوية بالخارج .
ان مثل هذه الأفكار العقيمة تجد عند مرضى الأنفس وتجار االقضية الوطنية تقديرا واستحسانا. فأما السذج فيعجبهم عذب الكلام وتفتنهم بلاغة الخطاب ويغريهم جمال الحلم.
ويجب ان يعرف هؤلاء وغيرهم ان وجهة معركتنا هي تحقيق الحرية والاستقلال ، وما يمكن أن يهدد معركتنا هذه من خارجها. أي التفاف حول معارك أجنبية أو افتعال معارك داخلية لا يصب في مصلحة أحد غير المستفيدين من بقاء الاحتلال .»