وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ صدق الله العظيم
للأسف وأنا أكتب هذا المقال بكل حرقة لما أصبح يراه العموم من تنامي خطاب الكراهية والتنمر والتشويه بين أبناء الشعب الصحراوي . و يوما بعد يوم يتنامى خطاب الكراهية هذا ويتخذ أشكالا وصورا جديدة في الساحة الوطنية مصدرها بعض القياديين والأطر. فقد كان القيادي فيما مضى لا يخشى على نفسه من شيء سوى تحميله مسؤولية وطنية، ويباشر أمورها بجد وجهد كبيرين دون انتظار مقابل من أحد، ويبدي جاهزية كبرى لتحمل الصدمات من الآخرين لكنه أبدا لا يتوقف عن أداء واجبه تجاه قضية شعبه ، لأنه يؤمن أن العمل االوطني طريقه غير مفروشة بالورود ولابد من تأدية ضريبته . ومع مرور الوقت، بات البعض يتجرأ على هذه الأمانة العظيمة، ويسعى إليها بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة؛ وهو ما أساء إليهم . وبات انحراف البعض عن المبادئ التي ترعى رسالة كفاح الشعب الصحراوي النبيلة، ومن كثرة شيوع هذا الإنحراف صار هو الأصل، وصارت الإستقامة عند قلة قليلة مجرد شكل ونشازا في زمن الإنحدار والتردي . وهنا يثار السؤال من جديد حول جدلية النضال والأخلاق.
فالمناضلون في هذه المرحلة من عمر كفاح الشعب الصحراوي ثلاثة أنواع : نوع انتهازي خلِق ليفترس ولا يبالي يبني ويشيد ويذخر الأموال متمسك بالتموقع ، ونوع مشهدي خُلِقَ للركوب على الأحداث وزعامة المشهد ، ونوع صامد خلِق ليقاوم. ومهما قاومت هذه الثلة الأخيرة من أجل أن تجمِلَ صورة النضال، وترد الإعتبار للمناضل في الساحة الوطنية ، فإن جهودها تصطدم بطمع الفئتين الأوليين. إن أي زيغ للمناضل ينعكس سلبا على صورة النضال ومقاصده , ومن هنا نرى للأسف أن بعض القياديين والأطر يعملون بكل السبل للإساءة إلى الأخ إبراهيم غالي رئيس الدولة والأمين العام للجبهة أحد رموز وأيقونات النضال الذي ساهم ويساهم بكل إخلاص ووطنية وصدق في كل مراحل كفاح شعبنا .
بعض القياديين والأطر ثلة من الطامحين إلى الثراء على حساب أداء الواجب تجاه أبناء شعبهم ،باحثين عن المجد على فراش من ريش،، تسببوا في تحويل العلاقة بين أداء الواجب الوطني إلى علاقة ربحية، واتخذوا من مواقعهم صنعة يسعون من خلالها وراء مصلحة زائلة (مال، سلطة، امتياز) خطورتهم أنهم نجحوا في عملية استنبات لأغصان خبيثة في شجرة النضال الطيبة من خلال التعبئة القبيلية وتعطيل المؤسسات وتشجيع الفساد …, هؤلاء حتى و إن بدت مصالحهم مختلفة فإن قلوبهم متشابهة. وأسوأ ما في هذا النوع هو :
1 ـ الصفات الشخصية: يعاني من تضخم الأنا وتبخيس الآخر، ومن النقد المستمر في موقع القيادة لأنه يرى نفسه فوق الحساب، يصف الواقع ولا يكلف نفسه عبء البحث عن حلول، وبدل أن يتعاون مع شركائه في التنظيم يلقي اللوم عليهم ويحملهم مسؤولية فشله.
2 ـ العلاقة بالقاعدة: كائن مشهدي من درجة جنرال يتميز بلذة الظهور في الصورة عنده لا تقاوم، ولا يستحيي أن يصف نفسه بالزعيم الخارق » البشير ولد السيد » نموذجا .
3 ـ العلاقة بالتنظيم: يقتل النضال بحرصه الشديد على المسؤولية، وبانتصاره لذاته على حساب التنظيم؛ يجفل الكفاءات المخلصة ويشوه صورة من يحتلفون معه ؛ عاشق للكولسة ويحمي نفسه بتشكيل تكتلات من البلطجية من امثال النائب الهارب احيمد بادي و مدمن الافلام الإباحية التافه محمد لحسن … ويلجاون حتى إلى العملاء من امثال الشاذ جنسيا محيميدة زيدان ,والعاق اميلاي ابا بوزيد والعميل سويعيد زروال ..؛ لو استطاعت موائد الحوار أن تبوح بكامل أسرارها لضجت من الصراخ والعتب على هؤلاء القياديين والأطر الفاشلين في كل شيء إلا في عمليات “الدعم التبادلي” و”همزات الوصل”، الذين يأكلون على سماطِ معاوية في القصر، ويصلون خلف علي (كرم الله وجهه) على الحصر، وربما فضحتهم على رؤوس الخلائق.ونحذرهم أننا لن نتردد يوما في الكشف عن فضائحهم وتكتلاتهم القبلية وحتى ممتلكاتهم, ولا تدفعوننا لذلك رجاءا لأننا ندرك جيدا أن ذلك لن يخدم إلا أعداء الشعب الصحراوي وأنتم تتماهون معهم بهذا التعطيل الذي يرافقه حملة تشويه لرفيقكم الذي لم يبخله الإحتلال شيئا بما في ذلك عشرات الشكايات الكيدية في المحاكم الإسبانية للنيل من سمعته وتاريخه .
وعليكم أن تعلموا ان ما تقومون به ليس إلا إساءة إلى النضال نفسه. لأن النضال قبل أن يكون ممارسة هو سلوك تلمسه الجماهير في القيادات المناضلة، ويذكر هذه القيادات بأن النضال النزيه مرتبط في أصله بالتضحية وليس بالوصول الى تحقيق مصالح شخصية وطموحات ذاتية غير مشروعة لانها على حساب تاريخ وتضحيات الآخرين , وشتان بين قائد عقيدة وقائد غنيمة!
ولا يفوتنا الإشادة ببعض القياديين الأكفاء الذين حتى وان لم ينسجموا مع تدبير الأخ الرئيس ظلوا مترفعين عن كل إساءة أو تشويه ولم ينزل مستواهم لبناء كتائب من الشبيحة و البلطجية لتشويه رفيقهم ولم يكونوا ابدا جزءا من محاولات تعطيل المؤسسات والتشجيع على عدم الانضباط .