النقاد وصناعة التابوهات ,من الدفاع عن الخونة والعملاء الى التهكم على مطلب الميدان .


Warning: Undefined array key "tie_hide_meta" in /home/clients/5fee42617bee4e5c0f98cd3be9c66d11/sites/elmasirsh.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/meta-post.php on line 3

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/clients/5fee42617bee4e5c0f98cd3be9c66d11/sites/elmasirsh.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/meta-post.php on line 3

الذي لا يعلمه بعض النقاد ومن اخذو موقعهم بينهم ان فرض الوصاية. وتحديد المفاهيم للناس مهمة فاشلة خاصة انها تخدم  العدو المتربص بنا الذي يريد ان يشرعن الخيانة ويحارب الانخراط في الجيش الشعبي وحماية المؤسسات الوطنية  ،وللأسف انخرط بعض ابناء شعبنا المندفعين دون وعي وسقطو في وحل فخاخ العدو ,كما انخرطو في لعبة الصراع والتعريف والتصنيف، من هنا كانت الخشية أن تنطوي السجالات  على كثير من الخداع والتهويل أو الضجيج الذي يستهلك الجهد والطاقة، أو أن تتحول متاريس سياسية ونفسية  تنتج العوائق في وجه المشروع الوطني فيما المطلوب واحد: إثبات جدارتنا الفكرية بإنتاج أفكار خارقة ومعارف ثمينة حول واقعنا .

إن التمترس وراء مواقف لا تعرف خلفيات من ابدعوها  وتأليه الأفكار كالذي يتبناه البعض الان بالتهكم على مطلب الميدان , قد أنتجت نماذج تخلط بين الوطني والعميل والخائن ويتشابهون لدى الراي العام الذي جعلته يتأرجح بينهما, بين  الذي يجري غسل دماغه ليصبح خائنا وعميلا  وبين الوطني الذي يريد ان يدافع عن قضية شعبه العادلة . ولذلك يشكل بعض النقاد  الوجه الآخر للنقد من اجل النقد  من حيث العجز عن الخلق والابتكار. والعلة في ذلك حسب تصوره إن كتاباته تلقى  الدعم من الصحراويين ، بحيث طغت على نشاط الذهن هواجس الذاتية والاعتبارات السلبية  والادعاءات المثالية والخرافة، فضلا عن تقديس النصوص، مما يعطل لغة الفهم ويشل إرادة المعرفة ويدمر منابع المعنى ومصادر القوة، بقدر ما يموه المشكلات ويحجب الوقائع والحقائق. ودخل البعض منهم  في خانة النقل والتقليد وتقمص الشخصية الجريئة التي لا تخاف لومة لائم وهو لا يدرك معنى التعامل مع الآثار العكسية .

ويمكن اعتبار هذا المنحى  أنه ليس الا ممارسة الوصاية على  الحقيقة والمعرفة والحرية والعدالة، فكانت النتيجة انهيار وسقوط القيم ،لإنتاج المزيد من الاستبداد والتفاوت أو الحجب والتضليل. وتلك هي ثمرة التعامل مع الناس والمجتمع بعقلية نرجسية نخبوية فوقية تقوم على احتقار الناس باحتكار قيم الوعي والمعرفة والإبداع: «نهاية المثقف»صاحب الدور الرسولي وفقدان لمصداقيته وفاعليته فيما يدعيه او يدعو إليه، بعد فشل المزدوج في المهنة المعرفية والمهمة النضالية. ومن هنا يستعرض بعض المفارقات، من بينها إنه يدعي انه كان فاعلا ميدانيا ومتطوعا وعلى نفقته الخاصة  فيما اشهر مهاجمة من يطالبون بالتواجد بالميدان،. وتلك هي ثمرة التشنج لاغير وا الاستبداد الفكري. ومن آخر ما ابتكرته مخيلتنا الاستبدادية في هذا الخصوص أن يستعير البعض رفضه الحديث عن مطلب الميدان الذي يجب ان يكون بعيدا عن المهاترات والمزايدات الفارغة وانا هو البطل وانا هو التاريخ وانا هو المعطاء … وتلك هي الكارثة: أن نتعامل مع المشكلة بوصفها الحل، بقدر ماي يعتبر الناقد نفسه أنه  وحده الذي يتجمل مسؤولية التفكير والتقرير عن الجميع في مواجهة الأزمات والتحديات.

ونقصد من ذلك واضحا ان البعض يختلف وغير منسجم مع  القيادة , ولكنه يتواطأ معهم في النهاية في منازعهم والقابهم، واحاديثهم. مثل هذه النرجسية الصادرة عن إرادة التأله وعشق الذات وعبادة الشخصية هي التي تجعل النخب تسهم في إنتاج الأزمة وتشويه السمعة. والثمرة هي الهزال الوجودي كما يتجلى فقرا أو ضعفا في المعرفة .

إلا أن ما يمكننا قوله هنا هو إن بعض التصورات والآراء عن النخب تعتبر غير دقيقة لانها تقوم على التعميم والأحكام المطلقة والدفاع عن التعايش مع كل ماهو مضر بقضيتنا الوطنية من قبيل الدفاع عن الخونة  ,والهجوم على كل من يطالب بالالتحاق بالميدان  .