جبهة الإنقاذ…!
فجر مستشار الرئيس الصحراوي، البشير مصطفى السيد، منذ أيام، قنبلة يراها ضوئية تنير الطريق، من وجهة نظره، و نراها نحن ،من زاوية أخرى، مجرد لغم مضاد للأفراد لغاية في نفس يعقوب. يغيب مستشار الرئيس عن المشهد السياسي الصحراوي بعد كل مؤتمر، حتى نكاد ننساه، ثم يعود من نافذة (دق ناقوس الخطر) كل سنتين او ثلاث حتى أضحى الناقوس، ربما، سُنَّةَ أو فرض كفاية يؤمن به الرجل. لا ندري في الواقع المغزى الحقيقي من وراء تفجير هذا النوع من الألغام السياسية في وقت حساس و ظروف استثنائية تعيشها القضية على المستوى الداخلي من تفشي ظاهرة الجريمة و تجارة المخدرات و إذكاء نار الفتنة عبر النفخ في زابور القبيلة المتعفن و إرهاب الٱمنين و الدعوة إلى الفوضى عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأصوات بعض الجهلة أقرب هي إلى النهيق من كونها أصوات بشرية… و في الوقت الذي يحتم على الجميع الإلتفاف حول الجيش الشعبي و دعمه و إعطاءه المكانة التي تليق به كصمام ٱمان خارجي و داخلي.
إن أكبر التحديات التي تواجه سفينة الشعب الصحراوي و تستدعي من الجميع التحلي بروح الوطنية و المسؤولية؛ هو حين تواجه هذه السفينة أمواج القبيلة العاتية، و مطبات محاولة وأد مفهوم الدولة مقابل تعزيز فكر عصبي قبلي (رويخي) لا يخدم القضية من بعيد أو قريب… و محاولة تشريع مفهوم الكسب الغير مشروع و تعزيز فكر “السيبة”. ندوة “جبهة الإنقاذ” التي دعى لها مستشار الرئيس من أجل إنقاذ السفينة من الغرق (كما قال) لا تعدو كونها (ندوية) وفق قاموس الصحراويين، و قد سبقتها، بكل تأكيد، جلسات شاي طويلة لدراسة الأمر، و لن تتعدى كونها جعجعة بلا طحين، و خروج إعلامي غير موفق من حيث الشكل و المضمون.
فالمرئ حين يغرق في نتائج فكر عمل طويلا على تكريسه يصبح في بعض الحالات نيرون روما. ندوة (الإنقاذ) الحقيقية في نظرنا هي إنتشال القضية من وحل رمال القبلية و العنصرية، و إعادة هيبة الدولة مع الضرب بيد من حديد على كل مارق و خارج عن القانون، كيفما كان و مهما على شأنه، لأن الشرف لا ينجي من النار و لنا في أبي لهب عبرة.. علينا أن نترك المؤسسة العسكرية و شأنها و أن نستبعد الجيش من كل الحسابات الضيقة لأن إسمه دال عليه و هو لكل الصحراويين. لا يهمه زيد و لا عمر بقدر ما تعنيه الأمانة (القضية) التي تركها الشهداء في اعناقه و في اعناقنا أيضا، و أن يحفظ مفهوم الدولة و يقتل مفهوم القبيلة و يعمل على استتباب الأمن داخليا إن دعت الضرورة.
في الختام علينا أن نصلح ذواتنا و نتصالح معها أولا، و أن نكون قدوة للٱخر قبل إسداء المشورة لأي كان، و أن لا نعطي دروسا في الوطنية و مفهوم الإنقاذ لسفينة شعب (مسكين) ، الله وحده يعلم من خرقها، و يعلم حقيقة الملك الذي وراءهم يريد أن يؤخذها غصبا… و هذا ما لم يسطع عليه،البعض،صبرا.
القضية بألف خير و في مسارها الصحيح و لا نؤمن إلا بجبهة إنقاذ واحدة إسمها البوليساريو و كل ما نرجوه أن لا تكون “ندوة جبهة الإنقاذ” الجديدة مستمدة من فكر (الله لا إسقلل باباها).
بقلم احد ابناء البوليساريو .
شارك هذه المقالة